سيجال شـپيرا
ترجمه من العبرية : سمير نقاش
البستان
ولم تدع "أم دهود" أن يصبح رضاها عن نفسها كبرياء ، وعلى عكس ذلك فقد فتحت نوافذها على مصراعيها- "استنشقوا رائحة البستان"- كانت تبتسم وهي تقول لزوارها، "حتى البستان لن يحتفظ لنفسه فقط بما وهبه الله تعالى"، وهكذا واصلت حياتها تدفقها حتى بدأت ريح مختلفة تهب في الأفق، ريح شريرة، أطلقت نوافذ أم دهود في اصطفاقة صاخبة، ورويداً رويداً غير الناس من ذوقهم واخذوا يتهامسون باسمها في السر. وأحست وعرفت أنها تغذي ساعاتهن الفارغة، ساعات ربات البيوت وتتصادي في ثرثراتهن وتقولاتهن اليومية . إن الذين أكلوا من خبزها شرعوا يشربون دمها . "نعم" – قالوا "لا ينبغي لوم زوجها على انتهاجه السيئات وخدمة الغرباء، فالزوجة التي لا تلد إلا البنات، لا بـد وان عيباً بها، فان الرجل يحن دائماً إلى ابن ذكر، فلماذا إذن لا يلقي بذوره في ارض خصبة، تدر عليه ما يشتهي ويشاء؟ إن زوجته هذه قد أصابها الجدب وهي لا تقدر على غير إنتاج الثمار الفاسد، وأضاف المتقولون" وما ذنب رجل كل ما يجده في سريره قفراً وعظاماً صلبة ؟ ولا يجد أثداء رجراجة دفاقة وفوارة في حضنه ولا بدانة تهب جسـمه الدفء والدلال؟! إلا أن بطونهم كانت قد اعتادت أطايبها ومُتخمات مائدتها ما زالت في أفواههم فراودهم الخوف من أن تنقطع عنهم مصادر علفهم فيصيبهم الجدب هـم كذلك، فأسـهبوا في مدحها ظاهراً وذكروا المتقولين بكرمها، وإخلاصها لزوجها وربها، ولا سيما خفة أصابعها وإلمامها بألغاز المطبخ، المجد والثناء لما تصنعه يداها "دافعوا عنها"، إلا أن كلامهم الصادر عن الشهية لقدور اللحم، لم يملك القوة على طرد السحابة التي هددت بتعكير صفاء سمائها، حاولت " أم دهود" في بادئ الأمر تجاهل أقوال الناس، إذ ما الذي يخيف النملة المجتهدة من اليوم العاصف؟ أفلم تفعل كل واجباتها كزوجةٍ، وتماماً كما علمتها أمها، لم تغفل شيئاً من ذلك بل وأضافت عليه حبها لزوجها، لكنها فكرت أنها لو شمرت عن ساعديها وذهبت لتتعلم من تلك النساء اللواتي أبدعن في خدمة بيوتهن فيقيناً أنها ستجد الوسيلة لإرضائه للجم السنة الجيران كي لا يطلقوا ألسنتهم النارية إلى بيتها، وإياها أن تتوقف بل عليها السير قدماً، كالماء المتدفق في البستان الذي لو لم يواظب على تدفقه لأضاع حقه في الحياة والناس؟ انهم لا يعطون لها فكاكاً ويواصلون زيارة بيتها، يهمسون في أذنها، قائلين أن زوجها قد فتن بامرأة ليست يهودية، ظبية صغيرة، من المؤكد أنها مارست عليه السحر كعادة الشعوب الأخرى، إذ أن إنسانا مثلا لن يجتاز الحدود بلا سبب، ويصبح أسيرا لها في شباك الشهوة لدرجة انه ارتبط بها رسمياً عند أحد المحامين "وما عليك إلا أن تحبطي السحر هذا في مهدِهِ" وبعد هذه النصيحة دسوا بيدها عنوان شيخ مسلم ملم بأسرار الدنيا وطلاسم السحر.
to be continued - continued(one)
- שלמה שפירא (1938) - בלוג של משורר
31 أيار (مايو) 2009 ... שלום רב, שמי שלמה שפירא. אני משורר, ותוכלו למצוא בבלוג שירים שלי ,כתבות שלי... israblog.co.il/blogread.asp?blog=292694&blogcode=10910759 - דפים דומים
עוד תוצאות מתוך israblog.co.il »