| 5/2009
سيجال شـپيرا
ترجمه من العبرية : سمير نقاش
البستان
توغل كلامهم في قلبها لدرجة انه كاد يفقدها الصواب ومع ذلك فقد أبت أن تستجيب لنصيحتهم بل واصلت إدارة بيتها بإخلاص حيوان مروض ولكي تبعد عن نفسها الأفكار الشريرة التي تقضي على الروح والجسد كانت "أم دهود" تصعد إلى سطح بيتها بين الفينة والأخرى، لتنشر الغسيل وتجفف فواكه الموسم وكانت وهي على السطح تحدق بالسماء فتحس بان الله قرب منها وانه على قاب قوسين أو أدنى، ولم تستطع ضبط نفسها، ومثل تلك النخلة المطلة من البستان وذروتها في السـماء رفعت هي الأخرى كفيها، ولم تكن قامتها منتصبة كالنخلة، بل كانت منحنية في توسل اخرس "الهي أيها الناظر إلى دخائل عبيدك، انظر إليها وهي هناك على السطح مفعمة بالصلاة والحب، هلا تركت أعمالك لحظة الخاصة بشئون هذا العالم - للقضاء على الطغاة، وقلب الدول كالأوراق، ولتصحيح ظلم الشعوب والإتيان بالسلام. – فلينشر السلام في بيتها وليطهر قلب زوجها الياهو لحبها هي، لقد جفت على هذا السطح فواكه كثيرة حتى استجاب الرب لأمنياتها، هكذا آمنت، وها قد فتح لها أبواب السماء وهي أبواب الهجرة التي يأتي منها أيضا زوجها وبناتها وكل أبناء الطائفة من العجوز والى الطفل يمرون عن طريق هذه الأبواب أما تلك المرأة الشريرة فهي الثعلب التي تزرع الخراب ببستانها، فإنها ستبقى خارج الحدود . حثها الأمل والإيمان لان تسجل في قائمة المهاجرين وان تعدّ الحقائب وتولد من جديد.
كان ذلك صبحاً احتفالياً. سارت أم دهود وبناتها وأمها يرتدين احسن ثيابهن باتجاه الكنيس الذي جرى فيه التسجيل، وتواعدت مع زوجها على اللقاء هناك، وإذ شاهدت المبنى القديم الذي أضافت إليه السنين جمالاً ، ضاعفت من خطواتها وهي ما زالت تتساءل من مصدر طاقتها التي دفعتها إلى مثل هذه المبادرة والإتيان بعرض جريء كهذا إلى زوجها. وانفتح الباب الحديد الثقيل أمام الجمهور الكبير الذي تدفق إلى هناك. ولم يبد لزوجها اثر . فوقفت بين الجماهير يكسوها الأمل والانتظار لتحقق حلمها – إن زوجها سيأتي ويطبع اسمه بالقائمة بجوار اسمها، وإذاك سينقطع الحبل السري الذي يربطه بهذه الأرض وبحبيبته الغريبة.
مضى الوقت ولم يأت زوجها، حثتها أمها على الدخول قائلة "سيأتي بعد قليل لا تضيعي الوقت"، وكانت البنات يشعرن بالقوة المستوحاة من كلام جدتهن فسحبن أمهن إلى الداخل.
وفي الداخل وجدت نفسها واقفة أمام الموظف يدفعها الزحام وهي تُدفع كحبة شعير إلى مدار الرحى، لقد انتظروا ألفيّ عام بصبر وهي الآن تحثها الطريق إلى بلد إسرائيل، وسمعت أصواتا "هيا سجلي أو دعينا نسجل"، صاحت بها تلك الأصوات .
سجلت "أم دهود" بناتها تحت اسم أمهم، وسجلتهن الواحدة تلو الأخرى ببطء شديد وكأنها نسيت أسماءهن . وبين الفينة والأخرى كانت تتريث وكانت تنظر إلى الخلف حتى نهاية الطابور. وسجلت الاسم الثالث وكادت تتأسف على عدم وجود بنات أخريات لها كي تواصل التسجيل قبل أن يسجل اسمها أيضا بقائمة اللا عودة. وفكرت "نعم، اللاعائدون".
ألقت بنظرة أخيرة باتجاه الباب، فـربما تملأ هذا الباب هيئته الفارعة، فلو تحقق هذا الانتظار إذن تضيف اسمه بجانب اسمها لكن أناس آخرين تدفقوا من الباب، أجساما ورؤوس. ألقت "أم دهود" القلم من يدها، وتلمست طريقها إلى الخارج، كان واقفاً هناك ونظر إليها . ثم طأطأ رأسه وتوجه إلى البيت وهي مسحوبة وراءه فارغة. لقد عرفت - إن الطائرة كلها تقبع الآن تحت رحمة نسق ظالم من إسقاط الجنسية والتخلي عن الممتلكات والجذور . كانت هي الأخرى مستعدة للتخلي عن كل الخير الذي حباها به الله عز وجل، لكنها لم تفهم كيف استطاعت أن تتنازل عن جزء منها، عن لحم من لحمها، عن بناتها هي وقد فعلت هذا بملء يدها إنهن من الآن وصاعداً سيصبحن تحت رعاية جدتهن أمها التي تولت المجيء بهن إلى الأرض المقدسة، أما مكانها هي فسيظل بجوار زوجها وظلت تحوم من حوله دون أن تنبس بكلمة واحدة، ووضعت الأم لوعة أمومتها في حقيبة أعدتها لبناتها.
أصاب الحماس الذي أصاب الطائفة برمتـها، بناتها أيضا فلم تفهمن مغزى الانفصال والبعد إلا بعد أن أصبحن وراء الجدار في المطار. الباب الذي انطبق وراءهن انطبق بوجه أمهن من الجانب الآخر وكانت قد أفلحت بأن تهمس في آذانهن بجمل متقطعة لم يفهمن مغزاها بسبب سنهن الصغيرة وقلقهن. "إن الفسائل ستضرب جذورها في الأرض المقدسة وستينع هناك ، أما هنا فستبقى الشجرة، فستظل هنا جذوره ضاربة في الأرض الخصبة إلى حين
…" وخنقت الدموع التي أغرورقت عينيها، حنجرتها.
Continued (two)- to be continued
עוד תוצאות מתוך israblog.co.il »
| |
سيجال شـپيرا
ترجمه من العبرية : سمير نقاش
البستان
ولم تدع "أم دهود" أن يصبح رضاها عن نفسها كبرياء ، وعلى عكس ذلك فقد فتحت نوافذها على مصراعيها- "استنشقوا رائحة البستان"- كانت تبتسم وهي تقول لزوارها، "حتى البستان لن يحتفظ لنفسه فقط بما وهبه الله تعالى"، وهكذا واصلت حياتها تدفقها حتى بدأت ريح مختلفة تهب في الأفق، ريح شريرة، أطلقت نوافذ أم دهود في اصطفاقة صاخبة، ورويداً رويداً غير الناس من ذوقهم واخذوا يتهامسون باسمها في السر. وأحست وعرفت أنها تغذي ساعاتهن الفارغة، ساعات ربات البيوت وتتصادي في ثرثراتهن وتقولاتهن اليومية . إن الذين أكلوا من خبزها شرعوا يشربون دمها . "نعم" – قالوا "لا ينبغي لوم زوجها على انتهاجه السيئات وخدمة الغرباء، فالزوجة التي لا تلد إلا البنات، لا بـد وان عيباً بها، فان الرجل يحن دائماً إلى ابن ذكر، فلماذا إذن لا يلقي بذوره في ارض خصبة، تدر عليه ما يشتهي ويشاء؟ إن زوجته هذه قد أصابها الجدب وهي لا تقدر على غير إنتاج الثمار الفاسد، وأضاف المتقولون" وما ذنب رجل كل ما يجده في سريره قفراً وعظاماً صلبة ؟ ولا يجد أثداء رجراجة دفاقة وفوارة في حضنه ولا بدانة تهب جسـمه الدفء والدلال؟! إلا أن بطونهم كانت قد اعتادت أطايبها ومُتخمات مائدتها ما زالت في أفواههم فراودهم الخوف من أن تنقطع عنهم مصادر علفهم فيصيبهم الجدب هـم كذلك، فأسـهبوا في مدحها ظاهراً وذكروا المتقولين بكرمها، وإخلاصها لزوجها وربها، ولا سيما خفة أصابعها وإلمامها بألغاز المطبخ، المجد والثناء لما تصنعه يداها "دافعوا عنها"، إلا أن كلامهم الصادر عن الشهية لقدور اللحم، لم يملك القوة على طرد السحابة التي هددت بتعكير صفاء سمائها، حاولت " أم دهود" في بادئ الأمر تجاهل أقوال الناس، إذ ما الذي يخيف النملة المجتهدة من اليوم العاصف؟ أفلم تفعل كل واجباتها كزوجةٍ، وتماماً كما علمتها أمها، لم تغفل شيئاً من ذلك بل وأضافت عليه حبها لزوجها، لكنها فكرت أنها لو شمرت عن ساعديها وذهبت لتتعلم من تلك النساء اللواتي أبدعن في خدمة بيوتهن فيقيناً أنها ستجد الوسيلة لإرضائه للجم السنة الجيران كي لا يطلقوا ألسنتهم النارية إلى بيتها، وإياها أن تتوقف بل عليها السير قدماً، كالماء المتدفق في البستان الذي لو لم يواظب على تدفقه لأضاع حقه في الحياة والناس؟ انهم لا يعطون لها فكاكاً ويواصلون زيارة بيتها، يهمسون في أذنها، قائلين أن زوجها قد فتن بامرأة ليست يهودية، ظبية صغيرة، من المؤكد أنها مارست عليه السحر كعادة الشعوب الأخرى، إذ أن إنسانا مثلا لن يجتاز الحدود بلا سبب، ويصبح أسيرا لها في شباك الشهوة لدرجة انه ارتبط بها رسمياً عند أحد المحامين "وما عليك إلا أن تحبطي السحر هذا في مهدِهِ" وبعد هذه النصيحة دسوا بيدها عنوان شيخ مسلم ملم بأسرار الدنيا وطلاسم السحر.
to be continued - continued(one)
- שלמה שפירא (1938) - בלוג של משורר
31 أيار (مايو) 2009 ... שלום רב, שמי שלמה שפירא. אני משורר, ותוכלו למצוא בבלוג שירים שלי ,כתבות שלי... israblog.co.il/blogread.asp?blog=292694&blogcode=10910759 - דפים דומים
עוד תוצאות מתוך israblog.co.il »
| |
سيجال شـپيرا
ترجمه من العبرية : سمير نقاش
البستان
أغدقت عليها السماء من خيراتها الوافرة ولم تحرمها شيئاً، سارت حياتها تحت رعاية زوجها – وهو رجل أعمال محترم، في هدوء واطمئنان ، حياة أشبه بمياه نبع تتدفق في البستان القائم بجوار بيتها، وكأشجاره حملت هي الأخرى ثمراً. صحيح أنها لم تلد له غير الإناث. فهناك ثلاثة رموز للبنين، إلا وفيها بعض الفائدة، إذ لا يستحق الإنسان حياة الآخرة بدون ولادة إناث له. كانوا يسمونها "أم دهود" باسم الولد الذي سوف يولد، وقد وهبها هذا الاسم الذي سماها به معارفها نفحة من الكرامة وأضفى عليها الثقة بالنفس، لكن عاملاً آخر عمل على محو كيانها واستقلالها كان موجودا، ولولا أن أمها حرصت، وكما يليق بعلاقات الأم بابنتها على دعوتها بالاسم الذي سمتها به عند ولادتها لكانت "أم دهود" قد نسيت اسمها الحقيقي يوم ولدت.
منذ نعومة أظافرها أعدتها أمها فتصبح زوجة ولان تدير الأعمال المنزلية، ولما تزوجت أم دهود، عرفت جيداً ما الذي يُراد منها، وكان زوجها في أولى قائمة اهتماماتها، وهو المحور الذي دارت حياتها من حوله، وحرصت على مداراة هذا المحور بلا هوادة، كانت تطهي له من افضل المأكولات التي عرفتها الطائفة، وكلفت نفسها عند مائدته (وهي تنظر إلى وجهه لتستوعب ما يدل على رضاه) واعتنت بثيابه، واعدت له فراشه وفتحت له فخذيها كلّما طلب ذلك، ولم تكف يوما عن كدحها وتفكيرها فيما يريد متفادية عن طلباتها ولوازمها . وكان وعيها خاليا من كل القضايا الفلسفية حول من أين جاءت والى أين هي ماضية ولذا لم تتساءل عن ماهية وجودها، لم تبحث عن نفسها ولم تشأ "أن تحقق ذاتها" كما هو الحال في أيامنا بل فتحت بابها للغني والفقير بلا استثناء، فكل شيء إنما يأتيها من السماء وما من شيء يمنعها من إشراك الخلائق بسعادتها، وقد كافأها هؤلاء وحملوا اسمها في المدينة كمثال للمرأة الفاضلة.
to be continued
עוד תוצאות מתוך israblog.co.il »
| |
Sigal shapira
Translated to english: Shirley Ganor
THE ORCHARD
The skies granted her their best and kept nothing from her. Her life went along under the protection of her husband, a respected businessman, calmly and quietly as the waters of the well gurgle in the brook - in the orchard next to her home. Like the orchard, she too bore fruit. However, she didn’t give birth to sons, only daughters, three indications for sons, but also these have some benefit as no person is eligible for the next world without them. “Mother-Dahud” they called her, on the name of the son who will be born. This nickname given to her by her friends, gave her an aura of respect and gave her confidence, but was also another added measure erasing her personality and independence. If her mother hadn’t been careful and always used the name given her at birth, as was appropriate for mother-daughter relatins, then Mother-Dahud” would probably have forgotten her original name.
From the very beginning her mother had prepared her to become a man’s wife, and to manage a household. When she married, Mother-Dahud knew well what was expected of her. Her first concern was her husband, the axis around which her life revolved, and she constantly made sure to oil that axis: she cooked him the finest foods known in the community, watched at his table (looking into his face to catch the hints of satisfaction), took care of his clothing, prepared whatever he might need, and spread her legs when he so desired. She never stopped working to think about her own desires, her consciousness was clean of any philosophical questions about where she came from and where she was going to, and therefore she never pondered her very existence, never searched for herself, and didn’t want “self fulfillment” as customary in our times, but rather opened her home to the poor and the rich alike, because she received all from heaven and had no qualms about sharing her wealth with others. Those reciprocated and bore her name in the city as an example of a woman of valor.
Mother-Dahud did not allow her satisfaction to turn into pride. On the contrary, she opened her windows wide – “breathe the smell of the garden” she smiled to those who came to her home – “also the garden cannot keep for itself all that God gave it”. So her life continued to flow until another wind began to blow, a bad wind, which shut the windows of Mother-Dahud with a noisy bang. Slowly people changed their taste and began to whisper her name in private. She felt and also knew that she was supplying the content for the housewives’ free hours, and breaking their daily monotony. People who had eaten in her home, now began to drink her blood. “Yes” - they said – “Her husband should not be blamed for going astray. A woman who gives birth only to girls, something is wrong with her. The soul of a husband cries out for a male child, and why shouldn’t he try his seed in fertile ground which would produce exceptionally well? This wife has dried up and she can only provide him with empty fruit”. And in general, the prosecutors added, what is the fault of a man that all of his sexual intercourse is dreariness and protruding bones? No tender full breasts bubbling in his embrace and fullness radiating warmth to treat his body.
Fear took hold of those who were used to her delicacies and the foods were still in their mouths, they were afraid lest the source of their meals dry up. They filled their mouths with praise and spoke to the prosecutors of her generosity, her devotion to her husband and to God, and mainly the agility of her fingers and her expertise in the secrets of the kitchen. “Praise and glory for the work of her hands”; they defended her, but their words which came from their desire for the pot of meat, were insufficient to remove the cloud which threatened to darken her name.
At first Mother-Dahud tried to ignore the talk. What has a diligent ant to fear from a rainy day? In fact she did all that was required of her as a wife, exactly as her mother taught her, she skipped nothing and even added out of love for her husband. And yet, she thought, if she tries hard and goes to study from the women who were great at their households, she would surely find the way to please him and to restrain the people so they would stop their tongues from sending fire into her home. Don’t stop, keep going. Keep going like the flowing water in the garden, who, if they didn’t continue to flow, would not maintain their rights.
And people? They didn’t let up and continue to come to her home to whisper to her that her husband is after a non-Jewish woman, a young deer, who undoubtedly put a spell on him as the non-Jews do, as someone like him wouldn’t cross boundaries just like that, and go after her, bound by the bonds of desire until he anchored their relationship at the lawyer’s. “You must strike against the spell while it is still “ , they counseled her and put in her hands the address of a Muslim Sheik who was well versed in the ways of the world and the secrets of magic spells.
Their words worked their way to her heart and threatened to destroy her sanity and still she didn’t listen to their advice, but continued to manage her home with the loyalty of a trained animal. In order to distance bad thoughts which destroy body and soul, Mother-Dahud would occasionally go up on the roof of her house, hang laundry and dry fruits of the season. When she was up there, she looked towards heaven and felt how close she was to God, she could not longer contain herself and like the palm tree in the garden with its palms to heaven, she raised her palms, only she didn’t stand as straight, but rather bent in silent pleading... God who knows the secrets of the heart, would see her there on the roof, all prayer and love, perhaps for a moment would leave his tasks in matters of the world – to defeat tyrants, to destroy countries like cards, to repair the wrongdoings of nations and bring peace – and spread peace also on her home and purity the heart of her husband, Eliyahu, for love. She dried so much fruit there on the roof until God answered her prayers, so she believed, and he opened the heavenly gates for her. Those were the gates of immigration, through which her husband and daughters and the whole community, young and old, would come, and that same woman, the fox who was getting at her garden, would remain out of bounds. The hope and believe pushed her to sign up on the list of immigrants, to prepare suitcases and to be born again.
It was a festive morning. Mother-Dahud, her daughters, and her mother, in their best cloths, marched towards the Synagogue where the registration took place. She arranged with her husband to meet there. When she saw from a distance the old building, well worn by the years, her step quickened, she wondered about the source of her strength, what pushed her to such an initiative and to bring such a bold proposal before her husband. The heavy door opened before the great crowd wanting to get in. Her husband was nowhere in sight. She stood in the crowd wrapped in anticipation for the fulfillment of her dream – her husband would come and put his name on the list next to hers, and then the umbilical cord that was tying him to this land and his foreign love would be severed.
Time passed and her husband did not appear, her mother urged her to go in “he will be here soon” – she said – “don’t waste the time” and her daughters, strengthened by their grandmother’s words, pulled her inside.
Inside she found herself standing opposite the clerk, pushed by the large crowd around her and drawn as a speck onto the grindstone. Two thousand years they had waited patiently and now the way was opened for them to the Land of Israel and they were impatient. “Register, or let us register”, they shouted at her. Mother-Dahud registered her daughters under the name of her mother, she wrote another name there slowly, as if she couldn’t remember their names. Occasionally she would stop, look behind her to the end of the line. She wrote the third name and almost regretted that she had no more daughters to continue and register before she signed also her name to the list of no return. Yes, she thought, “there is no return”.
She glanced one last time towards the doorway, perhaps the large image would fill the dorroway, and then she could add also her name alongside his name, but other people streamed into the entrance, bodies, heads…
Mother-Dahud ped the pen and felt her way outside. He stood there, looked at her, lowered his head and turned towards his home and she dragged along after him, empty. She knew – the entire community was in the midst of a difficult process of waiting citizenship, property, roots. Also she was ready to give us all of the good that God had granted her, but it was beyond her understanding how she could give up a part of it, on the flesh of her flesh, on her daughters and she did it with her own hands. From now on they would be in the custody of their grandmother, the custody of her mother who undertook to take them to the new country, while her place would stay planted beside her husband. She continued to hang around him without a word, and the pains of her motherhood she packed in the suitcase she prepared for them.
The excitement that took hold of the community, took hold of her daughters as well, and they began to understand the significance of the separation only when they were beyond the fence in the airport. The gate that closed behind them, closed also before their mother. She managed to mumble in their ears a few broken sentences, but because of their age and their fears they were not able to understand their meaning: “The twigs shall take root and blossom in the holy earth… and the tree shall remain here, its roots intertwined in the earth of the fertile orchard until…” and tears flooded her eyes and choked her throat.
| |
סיגל שפירא
הבוסתן
השמים העניקן לה מטובם, ולא החסירו ממנה דבר. חייה התנהלו תחת חוסנו של בעלה, איש עסקים מכובד, ברגיעה ובשקט, כמי המעיין המפכים בבוסתן שליד ביתה. כעצי הבוסתן אף היא נשׂאה פרי. אמנם, לא בנים ילדה לו אלא בנות, שלושה סימנים לבנים, אך גם אלה יש בהן מן התועלת, שהרי אין אדם זכאי לעולם הבא בלעדיהן. "אם-דהוד" קראו לה, על שם הבן שייוולד. כינוי זה, שניתן לה על-ידי מכריה, נתן בה נופך של כבוד והשרה עליה ביטחון, אך היה גם נדבך נוסף למחיקת ישותה ועצמיותה. לולא הקפידה אמה, כיאה ליחסים אם-בת לקרוא לה בשם שנתנה לה בלידתה, היתה ודאי "אם-דהוד" שוכחת את שם נעוריה.
עוד משחר ילדותה הכינה אותה אמה להיות אשת איש, ולנהל הליכות בית. ובהינשׂאה ידעה אם-דהוד היטב מה מצפים ממנה. בראש מעייניה ניצב בעלה, ציר שסביבו חגו חייה, והיא דאגה ללא לאות לשמן ציר זה: בישלה לו ממיטב המטעמים הידועים בקהילה, טרחה ליד שולחנו (מביטה בפניו לקלוט מצמוצים של שׂביעות רצון), טיפלה בבגדיו, הכינה את יצועו ופשׂקה את רגליה לעת שיחפץ. מעולם לא עצרה מעמלנותה לחשוב על רצונותיה שלה ועל מאווייה, תודעתה הייתה נקיה מכל שאלה פילוסופית של מאין היא באה ולאן היא הולכת, ולכן לא תהתה על עצם קיומה, לא חיפשׂה את עצמה, ולא רצתה "להגשים את עצמה", כנהוג בימינו, אלא פתחה את ביתה לעני ולעשיר כאחד, כי הכל בא לה מידי שמיים ואין היא מנועה מלחלוק את אושרה עם הבריות. אלה גמלו לה ונשׂאו את שמה בעיר כדוגמה לאשת חייל.
אם-דהוד לא הניחה לשׂביעות רצונה להפוך לגאווה. אדרבא, היא פתחה גם חלונותיה לרווחה - "נשמו את ריח הבוסתן" - חייכה אל באי ביתה - "גם הבוסתן לא יכול לשמור רק לעצמו את מה שאלוהים מעניק לו". כך המשיכו לפכות חייה עד אשר החלה לנשוב רוח אחרת, רוח רעה, שהגיפה את חלונותיה של אם-דהוד בטריקה רועשת. אט-אט שינו הבריות מטעמם והחלו ללחוש את שמה בחדרי חדרים. היא הרגישה וגם ידעה, שהיא מפרנסת את שעותיהן הפנויות של עקרות הבית, ומכה גלים בחדגוניות היום יומית. האנשים, שאכלו מֵלחמה, החלו לשתות גם מִדּמה. "כן" – אמרו - "אין להאשים את בעלה שהלך לרעות בשׂדות זרים. אשה שיולדת רק בנות לבעלה, משהו חסר בה. נפשו של הבעל מתאווה לבן זכר, ולמה לא ינסה זרעו אצל אדמה דשנה, שתניב לו לעילא ולעילא? אשתו זו שידפון אחז בה, ואין בידה אלא להניב לו פירות סרק". ובכלל, הוסיפו המקטרגים, מה חטאו של גבר שכל תשמישי מיטתו שממון ועצמות גרומות? לא שְׁדֵי עדנים שופעים ומבעבעים בחיקו, ולא משמנים מגירים חום שמפנק את גופו.
אלה שכרסם הייתה רגילה למעדניה ופטמות שולחנה עדיין בפיהם, אחז בהם חשש פן יסתתמו מקורות אבוסם ושידפון יאחז גם בהם, מילאו פיהם בשירת הלל והעמידו אל מול המקטרגים את נדיבות לבה, נאמנותה לבעלה ולאלוהיה, ובעיקר את זריזות אצבעותיה ובקיאותה ברזי המטבח. "הלל ושבח למעשׂי ידיה"; סנגרו עליה, אך דבריהם שבאו מתוך תאוותם לסיר הבשׂר, לא היה בהם כדי לסלק את העננה שאיימה להעיב את שמיה.
תחילה ניסתה אם-דהוד להתעלם מדברי הבריות. וכי מה לה לנמלה חרוצה לחשוש מיום סגריר? הרי עשׂתה את כל הנדרש ממנה כאשת איש, ממש כפי שלימדה אותה אמה, לא החסירה דבר ואף הוסיפה מאהבתה לבעלה. ובכל זאת, חשבה, אם תשנס מותניים ותלך ללמוד מדרכיהן של נשים שעשׂו חיל לבתיהן, ודאי תמצא דרך לרצותו ולשׂים רסן לפי הבריות, שלא ישלחו לשונות אש בביתה. רק לא להיעצר, אלא להמשיך הלאה. הלאה כאותם מים הזורמים בבוסתן, שלולא היו מתמידים בזרימתם, לא היו שומרים על זכותם.
והבריות? אלה לא הניחו ידם ממנה והמשיכו לפקוד את ביתה כדי ללחוש על אוזנה, שבעלה נוהה אחר אשה גויה, איילה צעירה, שוודאי נתנה בו כשפים כמנהג הגויים, כי לא לחינם אדם כמוהו יחצה גבולות, וילך שבי אחריה עקוד בעבותות תאווה עד שעיגן את יחסיהם אצל עורך דין. "עליך להלום בכישוף בעודו באבו", יעצו ותחבו לידה את כתובתו של שייח מוסלמי הבקיא בהוויות עולם וברזי כשפים.
דבריהם חלחלו בלִבּה ואיימו לחבל בשפיותה ובכל זאת לא שעתה לעצותיהם, אלא המשיכה לנהל את ביתה בנאמנות של חיה מאולפת, וכדי להרחיק ממנה מחשבות רעות, המכלות את הגוף ואת הנפש, הייתה אם-דהוד עולה מדי פעם אל גג ביתה, תולה כבסים ומייבשת מפירות העונה. ובהיותה שם למעלה, מביטה אל השמיים ומרגישה עד כמה קרוב אליה אלוהים, לא יכלה להתאפק עוד וכאותו עץ תמר הנשקף מן הבוסתן וכפותיו לשמים, נשׂאה גם היא כפיה, רק שקומתה לא היתה זקופה כמותו, אלא שפופה בתחינה אילמת... אלוהים הרואה כליות ולב, יראה אותה שם על הגג, כולה תפילה ואהבה, אולי יניח לרגע את עיסוקיו בענייני העולם הזה - למגר רודנים, לטרוף מדינות כקלפים, לתקן עוולות עמים ולהביא שלום - ויפרושׂ שלום גם על ביתה ויטהר את לב בעלה, אליהו, לאהבה. פירות רבים ייבשה שם על אותו גג עד אשר נענה אלוהים לרחשי לבה, כך האמינה, ופתח למענה את שערי השמיים, הם שערי העלייה, בם יבואו גם בעלה ובנותיה, וכל הקהילה, זקן וטף יעברו דרכם, ואילו אותה אשה צוררה, שועלה מחבלת בבוסתנה, תישאר מחוץ לתחום. התקווה והאמונה האיצו בה להירשם ברשימת העולים, להכין מזוודות ולהיוולד מחדש.
היה זה בוקר חגיגי. אם-דהוד, בנותיה ואמה צעדו במיטב מחלצותיהן לכיוון בית הכנסת, בו נערכה ההרשמה. היא נדברה עם בעלה להיפגש שם. בראותה מרחוק את הבניין העתיק, שהשנים נתנו בו את יופיין, הגבירה צעדיה, תוהה עדיין על מקורות כוחה, שדחף אותה ליוזמה כזו ולהביא הצעה כל-כך נועזת בפני בעלה. דלת העץ הכבדה נפערה לקראת הקהל הרב שצבא עליה. בעלה לא נראה. היא עמדה בתוך הקהל אפופה בציפייה להתגשמות חלומה - בעלה יבוא ויטביע את שמו ברשימה לצד שמה, ואז ייחתך חבל הטבור המחבר אותו אל הארץ הזאת ואל אהובתו הזרה.
הזמן נקף ובעלה לא הופיע, אמה זרזה אותה להיכנס "הוא הרי יבוא עוד מעט" - הפצירה בה - "חבל על הזמן", והבנות מחוזקות מדברי סבתן משכו אותה פנימה.
בפנים מצאה עצמה עומדת מול הפקיד, נדחקת על-ידי הקהל הרב מסביבה ונשאבת כגרגר אל אבן הרחיים. אלפיים שנה חיכו בסבלנות ועכשיו אצה להם הדרך לארץ-ישׂראל, ורוחם קצרה. "הרשמי או תני לנו להירשם", נתנו עליה בקולם. אם-דהוד רשמה את בנותיה מתחת שם אמה, רשמה שם אחר שם באטיות, כאילו נשתכחו ממנה שמותיהן. מדי פעם השתהתה, מביטה לאחור אל סוף התור. רשמה את השם השלישי וכמעט הצטערה שאין לה עוד בנות להמשיך ולרשום לפני שיוטבע גם שמה ברשימת האין חוזרים. כן, חשבה, "אין חוזרים".
היא העיפה מבט אחרון לעבר הפתח, אולי דמותו הגבוהה תמלא אותו, ואז תוכל לצרף גם את שמה לצד שמו, אך אנשים אחרים זרמו בפתח, גופות, ראשים ...
אם-דהוד שמטה מידה את העט וגיששה דרכה החוצה. הוא עמד שם, הביט בה, השפיל ראשו ופנה לביתו והיא נגררת אחריו מרוקנת. היא ידעה - כל הקהילה נתונה בתהליך קשה של ויתורים על אזרחות, רכוש, שורשים. גם היא היתה מוכנה לתת את כל הטוב שהעניק לה אלוהים, אך נבצר מבינתה כיצד יכלה לוותר על חלק ממנה, על בשׂר מבשׂרה, על בנותיה שלה, והיא עשׂתה זאת במו ידיה. הן מעכשיו והלאה יהיו ברשות סבתם, ברשות אמה שלקחה על עצמה להביאן אל הארץ החדשה, ואילו מקומה שלה יישאר נטוע לצד בעלה. היא המשיכה להתלפף סביבו ללא מלה, ואת יסורי אמהותה ארזה במזוודה שהכינה עבורן.
ההתלהבות שאחזה בכל הקהילה, אחזה גם בבנותיה שלה, ואת משמעות הניתוק והפרידה החלו להבין רק בהיותן מעבר לגדר, בשׂדה התעופה. השער שניסגר מאחריהן, ניסגר גם בפני אמן. היא הספיקה עוד למלמל באוזניהן בחתף משפטים מקוטעים, שמפאת גילן וחרדתן לא הבינו את משמעותם: "הייחורים יכו שורש וילבלבו באדמה הקדושה... ופה יישאר העץ, שורשיו משׂורגים בקרקע הבוסתן הדשנה עד אשר..." והדמעות שהציפו את עיניה חנקו את גרונה.
| |
سيجال شـپيرا
هَوِيّة
...قفزت رأساً إلى طين دبق . ساحت عيناي بحثاً عن مأوى من المطر. لكن عبثاً. بدأت أعدو مع قطيع البشر نحو الخيام. لم تكن هذه المعبرة التي عرفتها. كانت الخيام تتحرك كأشباح تحاول الانطلاق من عقالها ليضرب كل مار بجوارها. وبالفعل تحرر بعضها وانهار على سكانه – انطلقت الصيحات من كل اتجاه. وواصلت المياه تدفقها ولم تكن تعرف في تدفقها حدوداً. فكانت تجرف معها كل ما اتفق في دربها من أشياء. كان الظلام يكسو كل شيء . البروق وحدها التي كانت تجود بومضات من النور . ووصلت إلى الخيمة، وبالأصح إلى المكان الذي كانت تنتصب فيه الخيمة. أين اختفى الجميع، كان ثمة حاجيات اعرفها تؤكد لي أنني لم أخطئ المكان، كانت هذه خيمتنا بالفعل، وهنا كان المفروض أن تنهال علي أمي بحبها، لكن أحدا لم يكن هناك، كان ثمة سؤال ينتصب هناك، وماذا سأفعل الآن؟ وفجأة سمعت من جوف الظلام صوتاً معروفاً
- ما الذي أتى بك في ليلة كهذه؟ منذا يترك بيتاً دافئاً ويأتي إلى هنا في مثل هذه الساعة؟ تعالي سآخذك لمكان يهتمون بك فيه.
بدا وجه الجارة من تحت علبة كارتون تقطر ماءً وضعتها على رأسها . كانت جارتنا في الخيمة، امرأة حنونة طيبة القلب كانت مستعدة لتبني كل أولاد العالم. أمسكت المرأة بيدي وركضت بي إلى مبني في وسط المعبرة وهي تتجاهل الوحل والمطر.
- تعالى، يجمعون كل الأولاد هنا، وسيأخذونك معهم.
أخذتني إلى غرفة ضيقة ، وقبلتني ثم اختفت في أحشاء الليل. وقفت أحدق وقتاً طويلاً نحو الاتجاه الذي اختفت فيه، وأنا أخشى أن اسقط من يدي نقطة تشبثي الأخيرة.
- اسمك رجاءً ، أيمكنك أن تذكري لي لو سمحت اسمك؟
كررت هذا السؤال امرأة ترتدي معطف مطرز. ومن خلال النور المزدحم لمعت أمامي أسنانها المتبلجة من فم يبتسم بتعب.
- اسمي؟
وذكرت اسمي الحقيقي، اسمي الذي سمتني به أمي، لكنني سرعان ما تراجعت إذ لقد غيّروا اسمي! غمغمت باسمي الجديد بانعدام ثقة وكأنني لا اعرفه.
- يمكنك الانضمام للمجموعة حتى تأتي الشاحنة، وتأخذكم إلى القرية.
- لكنني لا أريد الذهاب لأي قرية، أريد الذهاب لأهلي .
- آسفة. لا نستطيع الآن أن نبحث عن اهلك ، وسنهتم بهذا فيما بعد.
أجلت النظر من حولي، كان ثمة أولاد يعتكفون داخل محاراتهم، محني القامات مبللين ، ومنفصلين عن العالم، يكلمون أنفسهم وما الغرابة في ذلك؟ إنها بلاد غريبة وأناس غرباء، واسم غريب، أنهم لا يعرفون سوى أنفسهم، أفحقاً؟ أعطى قراءة الأسماء لصعود الشاحنة هوية ما . اصطففنا لنفسح المجال لأولاد مبللين ومرتبكين. كانوا ما يزالون يصلون تباعاً إلى داخل رحم الشاحنة الدافئ المظلم.
to be continued
שלמה שפירא (1938) - בלוג של משורר
30 أيار (مايو) 2009 ... سيجال شـپيرا. هَوِيّة. وصلت إلى المحطة راكضة دون أن أنظر للوراء. لم آخذ معي سوى الخف، ذلك الشِبشب الذي أوصيت عليه أمي عند عزرا القندرجي صانع ... israblog.co.il/blogread.asp?blog=292694 - דפים דומים
| |
سيجال شـپيرا
هَوِيّة
وصلت إلى المحطة راكضة دون أن أنظر للوراء. لم آخذ معي سوى الخف، ذلك الشِبشب الذي أوصيت عليه أمي عند عزرا القندرجي صانع الأحذية في الحي اليهودي، أمسكته بكل ما أوتيت من طاقة وكأني أتشبث بابنتي أو ببيتي أو بآخر حصوني. تأملت قطع الجلد المتقاطعة بتناسق – اثر من أثار ذلك العالم الراسخ. كفاي اللتان كانتا تبحثان عن ملجأ من البرد دخلت إلى باطن الفروتين وكأنهما تدخلان في قفازين ثم عانقتا بدني، أحسست بدفء لذيذ وتصاعد رائحة الجلد إلى أنفي- أطبقت جفوني وارتاح رأسي على كتفي، كانت هذه رائحة مألوفة، رائحة كستني دائماً في دكان عزرا القندرجي الصغير، إلا أن تلك الرائحة كانت أشد نفاذاً ممزوجة برائحة الصمغ، التي كانت تتصاعد من علبة صفيح كبيرة، وبمرور الوقت أصبحت العلبة أشبه بالأعمدة الرخامية المتكونة من قطرات ماء في مغارة ذات ألوان بنية ورمادية، بطبقات قديمة غامقة وصلبة وعازلة وطبقات أخرى جديدة بوسع أشعة الشمس الضئيلة اقتحامها. تلك الأشعة التي كانت تتسلل إلى داخل الدكان مضيفة بعض التألق والخفة على الصمغ. كل يوم ولدت أعمدة صغيرة من يد صانع الأحذية الكادح، وانضمت لزميلاتها، ومنها أمكنك أن تعرف سن الدكان. مثلما تحصي الحلقات في جذع شجرة. في وسط الدكان انتصبت طاولة العمل المنخفضة وكانت تحتل معظم مساحة الدكان. تكدست على هذه الطاولة في فوضى شاملة الأدوات والمسامير، وقطع الجلد والأحذية. وكان الانتهاء من إعداد الأحذية منوطاً بإلحاح الزبائن، الذين كانوا يطالبون بأدب، بيد أن صبرهم كان ينفذ أحيانـا فيصرخون.
توقف الباص وهو يزفر زفرات موقعة ولم تترك رائحة الوقود التي أفعمت الهواء أي مجال لتلك الرائحة من الماضي الغابر. عجلت بالصعود ووضعت عدداً من القطع النقدية في يد السائق.
سألني – إلى أين؟
فأجبت – لست عارفاً .
ولفرط دهشتي أثارت هذه العبارة موجة من الضحك داخل الباص، لم تلائم مـزاجي حدقت بـأمل بوجه السائق . إلا أنه عجل أولاً ليلقي علي درساً قصيراً بالعبرية
- الولد يقول "لسـت عارفاً" البنت تقول "لست عارفة" . وأنت تريدين بالتأكيد السفر إلى المعبرة .
- نعم .
رددت بسرور وكأني عثرت على شخص أعرفه، كل عائلتي موجودة في المعبرة، ومن هناك أخذوني إلى عائلة حاضنة. تطوعت بالإحسان إلي. لكن أشواقي فاضت بداخلي. وذكرتني رائحة المطر بتلك الأمسيات التي كانت فيها عائلتي تجتمع حول السماور لشرب الشاي. كانت عادات العائلة الحاضنة غريبة علي، ولذا قررت أن أتسلل إلى الخارج، وان آخذ باصاً يقلني إلى المعبرة. لكن الأمر لم يكن سهلاً . فقد هبط الظلام على تل أبيب ومعه انهمر مطر غزير. تخطيت مستنقعات المطر التي كانت تتدفق من مجار مختلفة وطارئة إلى مكان مجهول أما عندي فقد كنت اعرف إلى أين أريد الذهاب. أو بالأصح إلى مَنْ أريد أن أسافر، إن أمي ستفتح عينيها مستغربة وستعانقني وتمطرني بفيض من الأسئلة مثل "أبدالك" (فديتك) كيف جئت بهذا المطر؟".
وتخلى لي شقيقاتي على الفور مكاناً في سريرهن المزدحم وسيلقني هذا الزحام بالحرارة، ابتسمت باتجاه الخف كنت لا أزال أتشبث به في قوة فهو مثلي يبحث عن مكان له داخل الخيمة الصغيرة.
زفر الباص لاهثاً، حاول تجاهل البرد المصاعد من حذائي الرطب، واقتحمت أنظاري الظلام بضيق ذرع لتعثرا على شيء مألوف في أقصى الطريق. لكن جهودي ضاعت أدراج الرياح، إذ أن المطر والظلام لم يتركا أملا في ذلك، كانت البروق والرعود يبثان الوحشة وقبع المسافرون داخل معاطفهم محافظين على حرارة أجسامهم. وتصاعد البخار من أفواههم وامتزج ببعضه وكسا زجاج النوافذ، وحال هذا الأمر بيني وبين كل صلة بالخارج. وطال السفر، وأصبحت الطرقات الرطبة المليئة بحفر الماء عقبة في وجه السائق وزفر الباص واجتاز بركاً من ماء المطر بينما ازداد تأرجحه وخضاته، حينئذ عرفت أننا في مداخل المعبرة، توقف السائق مصدراً من باصه صريراً ، وانفتحت الأبواب بصخب متقيئة من جوفها كل المسافرين .
to be continued
שלמה שפירא (1938) - בלוג של משורר
سيجال شـپيرا. هَوِيّة. وصلت إلى المحطة راكضة دون أن أنظر للوراء. لم آخذ معي سوى الخف، ذلك الشِبشب الذي أوصيت عليه أمي عند عزرا القندرجي صانع الأحذية في الحي ... israblog.co.il/blogread.asp?blog=292694 - דפים דומים
| |
לדף הבא
דפים:
| |